تعتبر آلام الركبة من المشاكل الشائعة، ويحدث الألم كنتيجة لأمراض متعددة من أشيعها تنكس الركبة. تنكس الركبة أو التهاب الركبة التنكسي هو مرضٌ مزمن، ويدعى أيضاً بالفصال العظمي. يتطور هذا المرض ببطء على مدى سنوات عديدة، وينتج عن تآكل الغضروف الذي يحمي العظام من الاحتكاك. ويتزايد حدوثه مع تقدم العمر لذا فهو أكثر شيوعاً في عصرنا الحالي بسبب ازدياد معدل العمر.
يعتبر تنكس الركبة مرضاً شائعاً، فجميعنا يعرف شخصاً أو أكثر قد عانى من تنكس الركبة بحيث اضطر لإجراء جراحة لتبديل المفصل المتضرر بآخر صناعي، وعندما نفكر أكثر في هؤلاء الأشخاص نجد أن معظمهم يعاني من البدانة، بحيث تحمل الركبتين وزناً زائداً يؤدي لأذيتهما بمرور الوقت. فما علاقة البدانة بتنكس الركبة؟
كيف يحدث تنكس الركبة؟
المفصل هو التقاء عظمين مع بعضهما، والركبة هي التقاء عظم الفخذ بعظام الساق. يبطن الركبة غضروف أملس مما يؤمن سطحاً ناعماً وزلقاً ويسهل الحركة، وعندما يتأذى هذا الغضروف تصبح الأسطح الداخلية خشنة، ويؤدي احتكاكها ببعضها لأذيتها وتآكلها، فتتورم الركبة وتصبح حركتها مؤلمةً وصعبة.
تلعب العديد من العوامل دوراً في تنكس الركبة فهو أكثر شيوعاً عند النساء من الرجال، كما أن الرضوض المتكررة على الركبة تزيد من احتمال حدوثه. لكن تبقى البدانة هي المسبب الأهم والأشيع، حيث تضع الكيلوغرامات الزائدة ضغطاً إضافياً على الركبتين مما يؤدي لأذيتهما.
كيف يؤثر الوزن على الركبتين؟
تتأثر الركبتين بالوزن الزائد بعدة طرق وأهمها:
- زيادة الضغط على الركبتين مما يؤدي لتأكل الغضروف وأذيته: تحمل الركبتين والوركين معظم وزن الجسم، لذا فإن أي زيادة في هذا الوزن ستضع ضغطاً زائداً على الغضروف، مما يؤدي لتآكله بصورة أسرع.
تزيد السمنة من احتمال تنكس الركبة بشكلٍ كبير، فبينما يصيب تنكس الركبة أقل من 4 % من الأشخاص ذوي الوزن السوي (مؤشر كتلة الجسم لديهم 18.5-25)، يؤثر على 20 % من المصابين بالسمنة (وبخاصة إذا كان مؤشر كتلة الجسم أعلى من 35)، هذا يعني أن البدانة تزيد من احتمال تنكس الركبة خمس أضعاف.
- مستوى الالتهابات في الجسم: تزيد السمنة من مستويات الالتهاب في الجسم مما يسرع أذية الغضروف ويزيد من تلفه.
- المتلازمة الاستقلابية: تزيد البدانة من احتمال الإصابة بداء السكري وأمراض القلب والأوعية وهذا ما يدعى المتلازمة الاستقلابية. يبدو أن المتلازمة الاستقلابية تزيد بدورها من مستويات الالتهاب في الجسم مما يزيد من أذية الركبة.
تتضافر هذه العوامل مع بعضها مؤدية لأذية الغضروف وتآكله، ومسببةً تنكساً في الركبة.
ما هو الحل؟
تلعب البدانة دوراً هاماً وأساسياً في أذية الركبة، لذا يعتبر إنقاص الوزن من أهم الخطوات التي يمكن للمريض القيام بها. الخبر الجيد، هو أن خسارة بعض الوزن ستنقص الخطورة بشكل واضح، حيث تشير الدراسات إلى أن خسارة بضعة كيلوغرامات ستقلل من احتمال تأذي ركبتك بمقدار النصف.
يجب أن يتبع المريض نظاماً غذائياً غنياً بالفواكه والخضروات الطازجة، والتي توفر مضادات الأكسدة والعناصر الغذائية الأخرى الهامة للجسم، كما يجب أن يركز على تناول الأطعمة الغنية بالألياف والحبوب الكاملة والزيوت الصحية مثل زيت الزيتون. بينما تشمل الأطعمة التي يجب تجنبها السكر والملح، والدهون وبخاصة الدهون المشبعة فهي ترفع من معدلات الكولسترول وتزيد من خطورة الإصابة بالأمراض القلبية وأمراض الشرايين.
تعتبر الرياضة جزءاً رئيسياً من برامج إنقاص الوزن، لكن يجب أن يكون المريض حذراً في اختيار التمارين الرياضية ويفضل أن يستشير طبيبه، فبعض التمارين قد لا تناسب ركبته المتأذية وقد تزيد من الأمر سوءاً. تعتبر الرياضات التي لا تجهد الركبتين هي الأفضل مثل السباحة، بالإضافة إلى ذلك قد ينصحك طبيبك أو المعالج الفيزيائي بممارسة تمارين خاصة لتقوية العضلات المحيطة بالركبتين وتقويتها وذلك لتخفيف الضغط عن المفصل المتضرر. يمكنك الاطلاع على مجموعة من التمارين الخاصة بالركبتين بالضغط هنا
يمكن اللجوء إلى الأدوية لتخفيف الألم والتورم في الركبة المصابة، حيث يعتبر استخدام مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية فعالاً في الحالات البسيطة والمتوسطة، بينما تحتاج الحالات الشديدة إلى إجراء عمل جراحي لاستبدال المفصل المتضرر والتالف بمفصل صناعي.
هل يجب إنقاص الوزن قبل إجراء تبديل المفصل؟
يحبّذ الأطباء إنقاص الوزن قبل إجراء تبديل المفصل، لما لذلك من أثرٍ إيجابي على نتائج العملية، فالحركة تكون أسهل بكثير إذا كان الوزن أقل مما يسرع من شفاء المريض بعد الجراحة وعودته للحياة الطبيعية. لكن ذلك قد يكون صعباً في بعض الحالات، فالعديد من المرضى المصابين بتنكس شديد في الركبة قد لا يتمكنون من ممارسة الرياضة والحركة بشكلٍ فعال بسبب الألم الشديد.
يمكن اللجوء لجراحة إنقاص الوزن مثل جراحة تكميم المعدة أو تحويل المسار، عند فشل برامج إنقاص الوزن التقليدية والتي تعتمد على الحمية والرياضة بشكل رئيسي، أو عند وجود بدانة شديدة، وتعتبر هذه العمليات فعالةً للغاية في تخفيف الوزن وإنقاص احتمال الإصابة بالمضاعفات المتعلقة به، والتي تشمل بالإضافة لتنكس الركبة مشاكل عديدة من أهمها داء السكري والأمراض القلبية الوعائية وغيرها.
المراجع:
- New Mexico Orthopedic: The link Between Weight Loss and knee Pain
- HealthLine: The link Between Weight Loss and knee Pain
- Bariatric Times: The Effects of Weight Loss and Bariatric Surgery on Knee Osteoarthritis
#دكتور_عبدالرحمن_شاهر
#دكتور_جراحة_سمنة
#أفضل_دكتور_جراحة_سمنة_في_الأردن
#أفصل_دكتور_جراحة_سمنة_في_عمان