ترتبط السمنة بالصحة النفسية ارتباطاً وثيقاً، حيث تنعكس الحالة النفسية والمزاج على عادات الأكل. فالعديد منا يشعر بنقص الشهية عندما يكون متوتراً أو حزيناً، بينما يتناول بعضنا كمياتٍ أكبر من الطعام كرد فعل على هذه المشاعر.
في الواقع العلاقة بين المزاج والبدانة أكثر تعقيداً من ذلك، فبالرغم من أن تقلبات المزاج تؤثر على كيفية تناولنا للطعام على المدى القريب وبالتالي تزيد من احتمال إصابتنا بالسمنة على المدى البعيد، إلا ان البدانة بحد ذاتها قد تكون عاملاً مسبباً للمشاكل النفسية. سنلقي الضوء في هذا المقال على العلاقة بين البدانة والمشاكل النفسية.
- إذا كنت أعاني من الاكتئاب، فهل أنا معرض لخطر السمنة؟
قد يعاني الأشخاص المصابون بالاكتئاب أو القلق من اضطراب في كيفية تناولهم للطعام، فتتغير نوعية وكمية الطعام التي يتناولها الشخص فبعضهم قد يتناول كمياتٍ زائدة من الطعام، وبعضهم قد يشعر بنقص في الشهية. كما أن الأدوية النفسية المستخدمة قد تلعب دوراً في ذلك.
في العديد من الحالات يرتبط كل من الاكتئاب والقلق بالإفراط في تناول الطعام، وخيارات الطعام السيئة، ونمط حياة أكثر كسلاً. بمرور الوقت، يؤدي ذلك إلى زيادة الوزن، حيث يقدر أن 40% من البالغين المصابين بالاكتئاب يعانون من السمنة. وبالمثل، غالباً ما يكون مؤشر كتلة الجسم لدى الأطفال المصابين بمشاكل نفسية أعلى من الأطفال الآخرين.
- إذا تم تشخيص السمنة بالفعل، فهل أنا معرض لخطر الإصابة بالاكتئاب؟
غالباً ما ترتبط السمنة بمشكلات عاطفية، مثل الحزن والقلق والاكتئاب، كما يشعر الشخص البدين بعدم الرضى عن شكله الخارجي مما يزيد الأمور سوءاً وخاصة عند السيدات والفتيات.
كما يمكن أن تؤدي السمنة أيضاً إلى مشاكل صحية بدنية، مثل آلام المفاصل وارتفاع ضغط الدم والسكري، وهذه الأمراض تقلل من قدرة المريض على العيش بشكل طبيعي فلا يستطيع مجاراة الآخرين في نشاطاتهم، فيميل للعزلة مما يزيد من سوء الحالة.
من جهةٍ أخرى، يتعرض الأطفال والمراهقين بشكلٍ خاص للتنمر، والمضايقة القائمة على وزنهم وشكلهم. يعتبر التنمر واحداً من مشاكل المراهقين في عصرنا الحالي، فهو يدفعهم بعيداً عن أقرانهم مؤدياً لظهور مشاكل اجتماعية ونفسية لديهم.
- هل يلعب التوتر دوراً في هذا؟
التوتر هو بالتأكيد عامل مسبب لكل من الاكتئاب والسمنة.
التوتر المزمن والقلق، على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب. وبالمثل، قد يجعل التوتر الشخص أكثر ميلاً إلى الطعام كآلية للتكيّف، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة الوزن والسمنة في نهاية المطاف. من جهةٍ أخرى، يمكن أن يؤدي التوتر أيضاً إلى فقدان الوزن أو ظهور عادات الأكل المضطربة الأخرى.
- هل يمكن إلقاء اللوم على خيارات العلاج؟
تضع العديد من مضادات الاكتئاب زيادة الوزن في قائمة الآثار الجانبية الشائعة. وبالمقابل، يمكن أن تؤدي بعض علاجات التحكم بالوزن إلى تقلبات عاطفية يمكن أن تسبب الاكتئاب أو تزيده سوءاً.
بالمقابل، قد لا تكون ".
" أمراً سهلاً بالنسبة للكثير من الناس وبخاصة الذين يعانون من اضطراب في المزاج. فالحمية أمرٌ صعب، والالتزام بها يتطلب دعماً من الأشخاص المقربين مثل العائلة والأصدقاء، حيث قد يتعرض الشخص للفشل أو الانتكاسات، ويمكن أن يشكل هذا تحدياً للشخص الذي يعاني بالأصل من مشاكل نفسية مثل القلق أو الاكتئاب.
- ما هي أهم المؤشرات على وجود مشكلة نفسية وشيكة الحدوث؟
تضع الكيلوغرامات الزائدة عبئاً على قلبك ومفاصلك، لكنها بكل تأكيد تضع ضغطاً نفسياً شديداً عليك. في الواقع تكمن المشكلة في العديد من الحالات أننا لا نرى الضغط النفسي، ولا نتمكن من قياسه مما يدفعنا لإهماله. لذا يجب أن يكون الشخص متيقظاً لبعض العلامات ومنها:
- فقدان كل الاهتمام أو الاستمتاع بالأنشطة التي تستمتع بها عادةً.
- عدم الرغبة بمغادرة منزلك أو سريرك.
- تغييرات نمط النوم مثل الأرق أو الكوابيس، أو عدم الرغبة بالاستيقاظ.
- الشعور بالتعب الشديد وصعوبة في العمل.
- نوبات من الحزن والبكاء بدون سبب واضح.
- زيادة الوزن أو نقصانه بشكل غير مبرر.
- ما هي الخطوات التي يجب اتخاذها للوصول إلى الاستقرار النفسي والجسدي؟
قد يكون الأمر سهلاً وبسيطاً في حالاتٍ كثيرة حيث يتمكن الكثيرون من خسارة بضعة كيلوغرامات مما يشعرهم بالراحة النفسية والسعادة، لكن قد يكون الأمر صعباً بالنسبة لكثيرين حيث يدفعهم شعورهم بالقلق والتوتر لتناول الطعام مما يضيف بضعة كيلوغرامات إلى أجسامهم، تشعرهم هذه الكيلوغرامات الإضافية بمزيد من التوتر فيتناولون طعاماً أكثر وهكذا. خلال أشهر أو سنوات، يشعر الشخص بأنه يدور في حلقة مفرغة ولا يتمكن من الخروج منها، ويجد نفسه مدمناً على تناول أطعمة غير صحية، وغير راضٍ عن شكله ومظهره. فماهي أهم الخطوات لمساعدته في الخروج من هذه الحلقة؟
- البقاء نشيطاً: التمرين هو وسيلة رائعة لتعزيز الإندورفين الطبيعي، والإندروفين هو هرمون السعادة فهو يحارب الاكتئاب، ويشعرك بالتحسن.
ومع ذلك، فإن ممارسة الرياضة عندما تكون مكتئباً يمكن أن تمثل تحدياً بسبب غياب الدافع المعنوي، لذا قد يجد بعض الناس ممارستها والالتزام بها أمراً صعباً.
- كن قريباً من أصدقائك وعائلتك: الدعم النفسي الذي يقدمه المقربون لا يمكن تعويضه، فهم قادرون على تفهم مشاعرك وتقديم الدعم المناسب لك.
- لا تتردد في طلب المساعدة: يمكنك طلب المساعدة من أشخاص خبراء مثل أخصائي التغذية أو المعالجين النفسيين أو أطباء البدانة. يمكن للخبراء أن يتعرفوا على علامات الاكتئاب التي لا يدركها الشخص ذاته، وأن يحددوا أسباب فشل الحمية ويضعوا الخطة الأنسب للعلاج، كما أنهم سيطلبون الاستشارات اللازمة.
قد تكون خطة العلاج الأنسب لك هي تناول أدوية محددة، أو تغييرات في النظام الغذائي، أو جلسات دعم نفسي أو إجراء عمل جراحي لإنقاص الوزن أو مزيج مما سبق. سيضع الطبيب الخطة الأنسب لكسر هذه الحلقة المفرغة، ومساعدتك للخروج منها والعيش حياة طبيعية وفعالة، لكن تذكر أن الالتزام بتعليمات الطبيب المعالج هي حجر الأساس في نجاح هذا العلاج.
- كيف تؤثر جراحة البدانة على الحالة النفسية؟
تعتبر جراحة البدانة حلاً مناسباً للمرضى الذين يتجاوز وزنهم الحدود الطبيعية بكثير، فهي تقلل من احتمال الإصابة بالعديد من المخاطر والمضاعفات. من الناحية النفسية، تشير الدراسات إلى تحسن الأعراض عند المرضى في ثلاثة مجالات رئيسية:
- تحسن الأفكار أو ما يدعى بالمجال المعرفي: حيث تتحسن نظرة المريض إلى ذاته بشكل كبير، وتزول الأفكار السوداوية المتعلقة بنقص تقدير الذات واليأس والفشل.
- المجال العاطفي: حيث تقلّ نوبات الحزن والإحساس بالحاجة إلى البكاء، كما يتحسن المزاج بشكل عام وتخف تقلباته.
- الحالة الجسدية: يزيد معدل الطاقة حيث يشعر الشخص بنشاطٍ أكثر، كما يتحسن النوم.
يبدأ تحسن الحالة النفسية خلال أشهر قليلة بعد الجراحة، ويشعر معظم المرضى بتحسن ملحوظ في مزاجهم بعد أقل من سنة على إجراء العمل الجراحي.
المراجع:
- Healthline: Are Obesity and Depression Related?
- NCBI: Association Between Obesity And Psychiatric Disorders in The Population.
- ObesityAction: Effects of obesity and exercise: Is obesity a mental health issue?
- Obesityaction: Obesity And Depression.
#دكتور_عبدالرحمن_شاهر
#دكتور_جراحة_سمنة
#أفضل_دكتور_جراحة_سمنة_في_الأردن
#أفصل_دكتور_جراحة_سمنة_في_عمان
أفضل دكتور جراحة سمنة في الأردن