تعتبر فترة الحمل من الفترات الصعبة في حياة الأم، فكل ما تفعله أو تتناوله من غذاءٍ أو دواءٍ سيؤثر عليها وعلى جنينها، وبالرغم من القيام بالعديد من الدراسات التي أدت لإيجاد الكثير من الأدوية الآمنة والتي يمكن استخدامها في فترة الحمل إلا أن الأطباء يفضلون عدم استخدام أي دواء ما لم يكن ضرورياً، وتأجيل القيام بأي عمل جراحي في هذه الفترة الحرجة.
لذا عادةً ما يكون قرار إجراء عملية جراحية أثناء الحمل قراراً صعباً، وغالباً ما يكون ناتجاً عن الضرورة القصوى أكثر من كونه ناتجاً عن رغبة. حيث تكون المخاطر الجراحية بشكلٍ عام أكبر عندما تكون المريضة حاملاً بسبب التغيرات التي تحدث في الجسم خلال تلك الفترة، ويفضل الأطباء تأجيل أو تجنب الجراحة إن أمكن ذلك، فمثلاً تعتبر جراحة استئصال الزائدة امراً إسعافياً، وقد يؤدي تأجيلها إلى عواقب غير محمودة. وسنتحدث هنا عن كل ما تحتاج إلى معرفته حول الجراحة والحمل.
لماذا يحاول الأطباء تجنب الجراحة أثناء الحمل؟
هناك عدّة أسباب لتجنب العمليات الجراحية أثناء الحمل وتأجيلها لوقت آخر إذا كان ذلك ممكناً، وأحد هذه الأسباب هو أنّ المرأة الحامل تعاني من فرط تخثر الدم أي أنّ دمها أكثر تجلطاً من المعتاد خارج فترة الحمل، ويُعتبر هذا التغيير مفيداً فهو يساعد في تقليل النزف عند المرأة الحامل أثناء الولادة، لكنه من جهةٍ أخرى يزيد من خطر الإصابة بجلطة دموية أثناء الجراحة أو بعدها.
بالنسبة للحامل التي مرّ على حملها (20) أسبوعاً أو أكثر، يكون حجم الرحم كبيراً مما يضغط على الشريان الأبهري، ويحدث هذا خاصةً عندما يتم وضع المرأة الحامل في وضعية الاستلقاء على الظهر حيث يمنع وزن الجنين تدفق الدم عبر الأوعية الدموية الرئيسية، ولتجنب ذلك يتم استخدام وضعيات بديلة وتجنب الاستلقاء الظهري وخاصةً في المراحل المتقدمة من الحمل. يضاف إلى ذلك التأثيرات المتعلقة بالتخدير والأدوية المستعملة أثناء العمل الجراحي وبعده.
ما هي الأمراض والمشاكل التي قد تتطلب جراحة أثناء الحمل؟
يمكن تأجيل العديد من العمليات الجراحية غير الضرورية، لكن بعض الأمراض تتطلب تدخلاً عاجلاً ومن أشيع هذه الحالات:
- التهاب الزائدة الدودية: من المعروف أن التهاب الزائدة الدودية هو أمرٌ إسعافي، حيث يجب استئصال الزائدة قبل أن تتمزق وتؤدي لانتشار الالتهاب في البطن وهذا واحد من أسوأ الاختلاطات المترافقة بالتهاب الزائدة الدودية. ما يجعل الموضوع معقداً عند الحوامل هو صعوبة التشخيص، حيث تكون أعراض التهاب الزائدة الدودية خفيفة وغير نموذجية، كما يدفع الرحم الزائدة الدودية نحو الأعلى، فلا يكون الألم في أسفل البطن الأيمن كما هو المعتاد. تؤدي الأعراض المضللة لتأخر التشخيص وزيادة معدل الوفيات بسبب تمزق الزائدة الدودية.
- التهاب المرارة الحاد.
- الانسداد المعوي الذي قد يسبب الموت لدى الأمهات والأجنة في حال تأخر التشخيص.
- انفتال كيسات المبيض: تُعتبر كيسات المبيض الحميدة شائعةً خلال الحمل ومن الممكن أن تزول تلقائياً، ولكن إذا حدث انفتال بكيسات المبيض وألم شديد عند المريضة فيجب القيام بالجراحة بشكل إسعافي.
بالإضافة إلى ذلك تتطلب النزوف الناتجة عن الحوادث، وبعض أنواع الكسور إصلاحاً جراحياً مباشراً.
ما هي تأثيرات التخدير والعمليات الجراحية على المرأة الحامل والجنين؟
مع تقدم الطب والأدوية، أصبح التخدير آمناً عند الحامل، فبالرغم من أن الأدوية تمر عبر المشيمة وتصل إلى الجنين، إلا أن معظم أدوية التخدير المستخدمة في أيامنا هذه آمنة ولا تشكل أي خطر على صحة الجنين، لكن بالرغم من ذلك يفضل الأطباء تجنب التخدير العام واللجوء إلى التخدير الموضعي أو النصفي إن أمكن ذلك. من جهةٍ أخرى، يجب إعلام الطبيب بوجود حمل ليتمكن من انتقاء الادوية المناسبة والتي لا تشكل ضرراً.
يتم تحمل الجراحة بشكل جيد من قبل النساء الحوامل والجنين عند توفير الرعاية الداعمة والتخدير المناسب، لكن يبقى احتمال حدوث المضاعفات وارداً وأهمها: زيادة خطر الإصابة بخثار الأوردة العميقة، حدوث متلازمة الضائقة التنفسية (ARDS)، وذمة الرئة، الإجهاض التلقائي أو المخاض قبل الأوان، موت الجنين، الولادة المبكرة، الانسمام الحملي.
ماذا لو اكتشفت المريضة أنّها حامل بعد إجراء عملية جراحية؟
نادراً ما تؤدي الجراحة تحت التخدير العام إلى مشاكل لدى المرأة الحامل، وفي الكثير من الأحيان تخضع المرأة للتخدير العام دون أن تدري أنّها حامل، وفي معظم الأحيان تمر العملية دون حدوث أي مشاكل لدى الأم أو الجنين.
إذا لزم إجراء جراحة عند أي سيدة متزوجة وبعمر الإنجاب، فستحتاج إلى إجراء اختبار للحمل قبل العمل الجراحي، حيث يعد اختبار الحمل جزءاً من الاختبارات الروتينية قبل الجراحة، وذلك ليتمكن طبيب الجراحة والتخدير من القيام بالاحتياطات المناسبة وتجنب استخدام الأدوية المشوهة للجنين.
هل ينبغي تأجيل العمل الجراحي؟
في الواقع، لا يوجد جواب قاطع لهذا السؤال. فبالرغم من أن الجراحة تعد آمنة اثناء الحمل بشكلٍ عام، إلا أنها تحمل بعض المخاطر على صحة الأم والجنين لذا ينصح الأطباء بتأجيل أي عمل يمكن تأجيله مثل العمليات التجميلية مثلاً، ولكن لا ينبغي تأخير التداخلات الجراحية الضرورية فقد يكون تأخيرها أكثر خطورة على الجنين والمرأة الحامل.
لاتخاذ هذا القرار يجب استشارة الطبيب الجراح وطبيب التوليد وطبيب التخدير، وذلك لتقييم أهمية إجراء العمل الجراحي ودرجة خطورته، واتخاذ القرار الأفضل لصحة الأم والجنين.
المراجع:
- Very Well Family: Pregnancy and Surgery: What You Need To Know
- MSD Manual: Disorders Requiring Surgery During Pregnancy
- Science Direct: Anesthesia During Pregnancy
- NCBI: Appendicitis in Pregnancy
#دكتور_عبدالرحمن_شاهر
#دكتور_جراحة_سمنة
#أفضل_دكتور_جراحة_سمنة_في_الأردن
#أفصل_دكتور_جراحة_سمنة_في_عمان
أفضل دكتور جراحة سمنة في الأردن