تعتبر السمنة من المشاكل الصحية المعقدة والتي يجب معالجتها، حيث تحدث هذه المشكلة كنتيجة لمجموعة من العوامل المساهمة، بما فيها العوامل الفردية مثل السلوك أو العوامل الوراثية.
من الممكن أن تشمل السلوكيات الفردية كلاً من الأنماط الغذائية والنشاط البدني والخمول بالإضافة إلى استخدام بعض الأدوية، ومن الجدير بالذكر أن السمنة تعتبر مصدر قلق للكثير من الأشخاص وذلك بسبب ارتباطها ببعض الآثار السلبية على الصحة العقلية وتردي نوعية الحياة، كما تُعتبر السمنة من الأسباب الرئيسية للوفاة حول العالم بجانب الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والسكتة الدماغية وبعض أنواع السرطان.
وفي هذا المقال سنتعرف أكثر حول أسباب الإصابة بالسمنة وعواقبها الصحية والاقتصادية والاجتماعية بالإضافة إلى طرق علاجها.
أسباب الإصابة بالسمنة:
إن تناول سعرات حرارية بكميات أكثر بكثير مما يحرقه الجسم من خلال النشاط اليومي وممارسة الرياضة يسبب السمنة وتتراكم هذه السعرات الحرارية الزائدة مع مرور الوقت على شكل دهون في الجسم مما يتسبب في زيادة الوزن.
من الأسباب الشائعة للسمنة تناول نظام غذائي ذو أطعمة غنية بالدهون والسعرات الحرارية، بالإضافة إلى عدم ممارسة أي نشاط بدني بحيث لا يمارس الشخص أي من النشاطات البدنية أو الرياضية، مع عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم والسهر لأوقات متأخره ليلاً، مما قد يؤدي إلى تغيرات هرمونية تجعل الشخص يشعر بالجوع بشكل أكثر ويتناول أطعمة ذات سعرات حرارية عالية.
بالإضافة إلى ذلك هناك العوامل الوراثية للفرد، حيث يمكن لهذه العوامل أن تؤثر على كيفية معالجة الجسم للطعام وكيفية تخزين الدهون في الجسم، مما يؤدي إلى انخفاض الكتلة العضلية ويصبح معدل الأيض أبطأ مما يجعل زيادة الوزن أكثر سهولة.
كما يُعتبر الحمل من أسباب زيادة الوزن؛ فقد يكون من الصعب فقدان الوزن المكتسب أثناء فترة الحمل مما يؤدي إلى سُمنة يصعب التخلص منها في بعض الأحيان.
ويلعب العامل النفسي دوراً كذلك في زيادة الوزن حيث يلجأ الكثيرون إلى الأكل عند الشعور بالتوتر أو القلق دون الإحساس بالشبع.
بالإضافة إلى ما ذكرناه سابقًا فهناك بعض الأمراض التي قد تؤدي بدورها إلى زيادة الوزن ومنها متلازمة المبيض متعدد الكيسات؛ وهي حالة تسبب اختلال التوازن في الهرمونات التناسلية الأنثوية، ومتلازمة برادر ويلي؛ وهي حالة نادرة تولد مع الفرد وتسبب شعوره بالجوع بشكل مفرط. بالإضافة إلى متلازمة كوشينغ؛ وهي حالة ناتجة عن وجود كمية زائدة من هرمون الكورتيزول في النظام الغذائي، كما أن قصور الغدة الدرقية له دور في زيادة الوزن حيث لا تنتج الغدة الدرقية ما يكفي من بعض الهرمونات المهمة، بالإضافة إلى هشاشة العظام؛ وغيرها من الحالات المرضية التي تسبب الألم الذي قد يؤدي إلى عدم نشاط الفرد وبالتالي زيادة في الوزن.
ما هي عواقب السمنة؟
العواقب الصحية:
يُعتبر الأشخاص الذين يعانون من السمنة، مقارنة بأولئك الذين لديهم وزن طبيعي، أكثر عرضةً لخطر الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول، أو ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية، وداء السكري من النوع الثاني ومرض القلب التاجي والسكتة الدماغية وأمراض المرارة وهشاشة العظام (تآكل الغضاريف والمفاصل) وتوقف التنفس أثناء النوم والعديد من أنواع الأورام السرطانية بالإضافة إلى الأمراض النفسية كالاكتئاب والقلق والتوتر والشعور بألم في الجسم وصعوبة في الأداء البدني.
العواقب الاقتصادية والاجتماعية:
كما يوجد للسمنة عواقب صحية فإن هذه المشاكل الصحية ترتبط بالتأثير على الاقتصاد بشكلٍ كبير وعلى نظام الرعاية الصحية، وذلك من حيث التكاليف الطبية المرتبطة بالسمنة وعلاجها والتي قد تنطوي على تكاليف مباشرة وغير مباشرة وتشمل هذه التكاليف الطبية خدمات الوقاية والتشخيص والعلاج المتعلقة بالسمنة.
كيف يمكن علاج السمنة؟
إذا كان الفرد يعاني من السمنة ولم يتمكن من إنقاص وزنه لوحده، فعليه طلب المساعدة من أخصائي التغذية، والذي بدوره يعمل على إجراء التغييرات اللازمة في النظام الغذائي ونمط الحياة الخاصة بالشخص كما قد يوصي ببعض الأدوية أو حتى الجراحات من أجل فقدان الوزن في حال لازم الأمر.
تغييرات نمط الحياة والسلوك:
يمكن أن يقوم أخصائي التغذية يتثقيف الفرد حول خيارات الطعام الصحية كما سيساعد على وضع برنامج صحي يناسب الفرد ونمط حياته ونشاطاته، بالإضافة إلى التمارين الرياضية التي تساعد على بناء الجسم وزيادة قوته وتحمله لدى الفرد وتحسين عملية الأيض لديهم.
فقدان الوزن عن طريق الأدوية:
قد يصف الطبيب بعض الأدوية التي تساعد في فقدان الوزن بحيث تكون هذه الأدوية بجانب النظام الصحي والتمارين الرياضية، ولا توصف هذه الأدوية عادةً إلا في حال عدم نجاح الطرق الأخرى لفقدان الوزن لوحدها. تكمن آلية عمل هذه الأدوية من خلال منع امتصاص الدهون أو سد الشهية، إلا أنه وفي الغالب تكون لهذه الأدوية آثار جانبية غير محببة، ومن أجل ذلك يُنصح بالمتابعة باستمرار مع الطبيب ومراجعته عند الشعور بأي أعراض غريبة.
وفي النهاية، يجب علينا أن ننوه على ضرورة أن يحافظ الشخص نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضة والتغييرات السلوكية وعدم الاستسلام للحالات النفسية من التوتر والقلق وغيرها الني تؤدي إلى زيادة في الوزن، لتجنب آثاره السلبية على الصحة.
المراجع:
- HealthLine: Obesity
- Mayo Clinic: Obesity
- CDC: Adult Obesity Causes & Consequences
#دكتور_عبدالرحمن_شاهر
#دكتور_جراحة_سمنة
#أفضل_دكتور_جراحة_سمنة_في_الأردن
#أفصل_دكتور_جراحة_سمنة_في_عمان